Click Here to Advertise on My Blog

السبت، 21 يناير 2012

ماسك فان ديتا 25 يناير لماذا وكيف

ماذا ومن اين اتت فكرة ارتداء الماسك في 25 يناير القادم وما هي الفكرة والي ماذا يدعو مرتدي هذا الماسك ؟ 
السطور الاتية تحمل جميع الاجابات اذا كنت مهتما فعليك بالصبر والقراءة كل ما تريد ان تعرفه عن فيلم "حرف ثاء تعبيراً عن كلمة ثأر" V for Vendetta:

تمجيد التفجيرات والعمل الاستشهادي بمقاييس غربية
فيلم صدر في الولايات المتحدة في 16/3/2006، وقد كلف حوالي 54 مليون دولار وبلغت عائداته أكثر من 131 مليون دولار، وهو قصة رجل يطلق ثورة في بريطانيا بعد أن تحكمها ديكتاتورية أصولية مسيحية بروتستنتية بذريعة الحفاظ على النظام عقب حرب نووية رهيبة. أحداث الفيلم يفترض أنها حدثت في المستقبل من وجهة نظر مكتوبة في الماضي عن يوم 4 تشرين ثاني / نوفمبر (في عام 1997 الذي يمثل المستقبل من وجهة نظر كاتب الرواية قبل أن تصبح فيلماً). وعند الساعة الثانية عشرة ليلاً، مع بدء يوم 5 نوفمبر، يقوم بطل الفيلم بنسف المبنى المركزي للقضاء البريطاني في "أولد بايلي" في عتمة الليل ليفتتح بذلك مشروعه لقلب النظام الديكتاتوري الظالم في بلاده.

وهذا البطل الذي لا نرى وجهه أبداً لأنه يتخذ لنفسه قناعاً يطلق على نفسه اسم "في" نسبة للحرف V باللغة الإنكليزية، وهو الحرف الأول من كلمة Vendetta أي ثأر.

فلنتخيل مثلاً رجلاً عربياً غير معمم ولا ملتحي، رجلأً ساحراً وخطراً يسمي نفسه "ثاء" يتقن فنون القتال والتمويه والاختراق الالكتروني، ويتحدث بهدوء شعراً وسجعاً بنفس معاصر، ويحمل في قلبه حقداً على ما لحق به من تعذيب السجون وتفانياً لمشروع انقلابي قضى عشرين عاماً يخطط لتنفيذه. فلنتخيل رجلاً رقيقاً ومثقفاً ومهذباً يعشق الكتب والموسيقى والسكاكين والمتفجرات، رجلاً نذر حياته لتحرير وطنه من الفساد والقمع والظلم. هذا هو "في". وفي السياق الغربي يصبح بطلاً مع أن الحكومة (في الفيلم) تعتبره إرهابياً.

قناع "في" أو ثاء الذي لا يخلعه أبداً جزء مركزي من رمزية الفيلم. فالقناع الباسم يمثل وجه رجل معروف في التاريخ الإنكليزي اسمه غاي فوكس Guy Fawkes كان قد حاول أن يفجر مجلس اللوردات البريطاني في قصر ويستمنستر في 5 نوفمبر/ تشرين ثاني 1605، أي قبل قرون عدة، كجزء من الصراع الرهيب آنذاك في أوروبا بين طائفة الكاثوليك وطائفة البروتستنت. وكان غاي فوكس بريطانياً، ولكنه كان كاثوليكياً قاتل في صفوف الجيش الإسباني الكاثوليكي في حرب الثمانين عاماً ضد البروتستنت في المستعمرات الأوروبية الشمالية في البلاد الواطئة حيث اكتسب خبرةً في المتفجرات. وقد تآمر مع جماعة من الكاثوليك البريطانيين لتفجير مجلس اللوردات البريطاني خلال جلسة افتتاح البرلمان، ولكن أمرهم اكتشف صبيحة يوم 5 نوفمبر /تشرين الثاني وهم على وشك أن يشعلوا البارود بعد أن تمكنوا من استئجار مخزنٍ تحت البرلمان وضعوا فيه على مدى سبعة أشهر 36 برميلاً من البارود. وقد تعرض غاي فوكس لتعذيب وحشي وشنق، وقطعت رؤوس المشتركين معه فيما أصبح يعرف بعدها باسم "مؤامرة البارود".

هذه القصة الحقيقية من التاريخ الإنكليزي أصبحت جزءاً من التراث الشعبي، وقد جاء اسم غاي فوكس في المرتبة ثلاثين في قائمة أشهر مئة بريطاني عبر التاريخ وضعتها البي بي سي BBC وصوت لها الجمهور عام 2002، كما سبب الحزب الاشتراكي الاسكتلندي الكثير من الجدال عام 2003 عندما رفع ملصقاً لغاي فوكس، كانت ترفعه الأحزاب الفوضوية في بدايات القرن العشرين، وقد كتب عليه: الرجل الوحيد الذي أراد دخول البرلمان بنوايا شريفة!

ودخل غاي فوكس ذماً في الشعر الشعبي الإنكليزي، وكان أشهر ما كُتب فيه أبياتٌ تتردد في فيلم "ثاء تعبيراً عن ثأر"، وتظل تتردد في ذهنك بعد مشاهدته، مع أنها كتبت بالأساس لهجاء فوكس، ولكن مطلعها يقول:

تذكر، تذكر، الخامس من نوفمبر

البارود، الخيانة، والمؤامرة.

لا أعرف سبباً لمَ خيانة البارود هذه

يجب أن تنسى أبداً.

إذن، عودة إلى الفيلم، يتمكن "في" أو ثاء أبو القناع في النهاية من أن يحقق ما لم يتمكن من تحقيقه غاي فوكس نفسه، مردداً فيما يردده الأبيات أعلاه، وبما أننا نتحدث عن إسقاط ديكتاتورية أصولية بروتستنتية، فمن المنطقي تماماً من منظور التراث الغربي أن يكون نقيضها غاي فوكس الكاثوليكي، أليس كذلك؟

سوى أن مشروع "في" أو ثاء لم يكن دينياً، بل كان علمانياً. وقد جعلت غرف التعذيب والعقوبات الجائرة والتمييز ضد الأقليات وهيمنة السلطة المطلقة على كل مناحي حياة الناس من أي تغيير مستحيلاً بدون اللجوء لأساليب "في" العنيفة. والكاثوليك البريطانيون الذين كانوا يتعرضون للاضطهاد في بريطانيا البروتستنتية يصبحون هنا رمزاً لأية أقلية مضطهدة...

والسؤال طبعاً عن الداعي لكل هذا الكلام في غربٍ يفترض أنه ديموقراطي وحر وقائم على حكم المؤسسات؟

الداعي كان وصول مارغريت ثاتشر وحزب المحافظين إلى سدة الحكم في بريطانيا عام 1979، والسياسات التي رآها الليبراليون وأنصار حزب العمال في الثمانينات، ناهيك عن اليسار، كسياسات تتجه بالبلاد نحو الديكتاتورية خاصة على الصعيد الاجتماعي، ومنها الطريقة المتشددة لتعامل حكومة ثاتشر في مجال الحريات العامة ومع إضراب عمال المناجم بين عامي 84 و85، وفرض ضريبة الرؤوس، والتعامل العدواني المناهض لحقوق الشعوب خارج البلاد.

وفي هذا الجو المحتقن صدرت في بريطانيا سلسلة من عشرة أجزاء بين عامي 1982 و1988 بعنوان V for Vendetta أو "ثاء تعبيراً عن ثأر" عن ثوري غامض اسمه "في" أو ثاء يتبنى نهج الفوضويين (بالمعنى الأيديولوجي الرافض لأي سلطة، وليس بمعنى العمل العشوائي) ويشن حملة متقنة وعنيفة لإسقاط الحكم الشمولي. وكانت السلسلة شعبية ملخصة بالرسومات الكرتونية، من تأليف الكاتب الآن مور ورسم الفنان ديفيد لويد، تطورت عبرها شخصية "في" وقصته كجزء من الصراع السياسي في بريطانيا.

وفي 31/1/2006 صدرت رواية تلخص السلسلة في 368 صفحة بعنوان "ثاء تعبيراً عن ثأر" V for Vendetta، وبعدها بشهرين صدر الفيلم رسمياً من هوليوود، وكان يفترض أن يصدر في 4 نوفمبر / تشرين ثاني 2005(لاحظ تاريخ 4 نوفمبر) ولكنه تأخر لأسباب تقنية. ومن المؤكد أن القارئ النبيه سيدرك وجوه التماثل بين مارغريت ثاتشر والمحافظين في بريطانيا في الثمانينات، وبين صدور الفيلم في الولايات المتحدة في ظل بوش والمحافظين الجدد عام 2006 والرغبة بالاحتجاج على سلسلة قوانين مكافحة الإرهاب المقيدة للحريات والنزعة الأصولية المسيحية عند بوش والحرب في العراق الخ...

هنا يتحول الفيلم إلى جزء من الحوار السياسي الجاري والمشهد الثقافي الحقيقي، وليس مجرد تتابع لأحداث مثيرة يتابعها عقلٌ مراهق يفضل أن يسأل وهو يشاهدها: "ماذا سيحدث؟" بدلاً من أن يسأل: "لماذا حدث ما يحدث؟". فهناك مثلاً دهشة المتعة العابرة التي تثيرها قدرة "في" على السيطرة على موجات البث المركزية التابعة للحكومة، وهناك بالمقابل الصحوة الدائمة التي يثيرها مضمون رسالته المتلفزة التي يلقيها عندما يسيطر على تلك الموجات.

ويوجد في الفيلم بطلة، ينقذها "في" من مصير قاتم وتتحول إلى تلميذة صغيرة له تسير على خطاه، بعد طول تشكك، وتساعده في النهاية، على القيام بالعمل الأخير الذي يقوم به: إرسال قطار عابر للأنفاق تحت الأرض يحمله هو ومتفجراته باتجاه قصر وستمنسنر في 5 نوفمبر / تشرين ثاني (في عام 1998في الكتاب) بعد أن وعد الناس بتفجيره في ذلك الموعد بالذات في العام الذي سبقه عند بداية الفيلم بالرغم من كل الاحتياطات المقامة لحمايته.

هنا رؤية التغيير فوضوية تماماً، ولا تقوم على العمل الجماعي المنظم، بل على الفرد الذي يطلق آلية تغيير بالعنف الفردي، ولكن الفيلم يمجد الحالة برمتها من ألفها إلى يائها، لأن بطلها غربي ينبثق من نسيج الثقافة والعقل الغربيين، والأهم، لأن هناك من يريد أن يرسل رسالة سياسية للمحافظين الجدد. وقبيل التفجير الأخير، تتحقق الرؤية الفوضوية للكاتب عندما يخرج آلاف الناس إلى الشوارع ليشاهدوه، متحدين حظر التجول، وكل واحد منهم يلبس قناع غاي فوكس مبتسماً... تخيل الرهبة التي يثيرها وجه باسمٌ بينما تقتل اليدان!
د. إبراهيم علوش

الخلاصه ان كل من يدعو لارتداء هذا الماسك بفرض انه يفهم هذا الفيلم فهو شخص يدعو لاتخاذ اثارة الفوضي والتخريب والحرق كوسيلة للتحرر من الحكم الظالم وهذا لا يصح ولا يفترض ان يكون في مرحلة تعيشها مصر اجتازت منها اصعب ما فيها وتبقي منها ما يستطيع شعب تحمل الظلم 30 عاما ان يتحملها 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق